في 13 أيار المقبل يُطلق المؤلف الموسيقي الدكتور جمال أبو الحسن ألبومه الموسيقي الجديد «symphonic colors»، خلال احتفال برعاية وزير الثقافة روني عريجي، وبالإشتراك مع الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية ولجنة جبران الوطنية وبرنامج زكي ناصيف للموسيقى.
عروض موسيقية مشهدية
يوقّع أبو الحسن ألبومه الموسيقي عند السادسة من مساء يوم الجمعة 13 أيار في كنيسة القديس يوسف في مونو-الأشرفية، ويلي التوقيع حفل موسيقي عند الثامنة والنصف مساءً، حيث ستعزف الأوركسترا الفلهارمونية من أعماله كما من الأعمال الكلاسيكية العالمية لتشايكوفسكي وغيره، بالإضافة إلى عزف «symphonic arabesque»، وهو عمل د. أبو الحسن الجديد بقيادة المايسترو فؤاد فاخوري للمرة الأولى.
تشمل أعمال د. أبو الحسن مؤلفات سمفونية وموسيقى تصويرية للسينما والتلفزيون. و»symphonic colors» هو ألبومه الموسيقي الثامن، وله في الأسواق مئات الأعمال، كما يملك آلاف المؤلفات غير المنشورة. قُدِّمت مؤلفاته وعروضه الموسيقية المشهدية في أوروبا، الولايات المتحدة الأميركية، اليابان والشرق الأوسط.
وشارك في كثير من المهرجانات والمؤتمرات في جامعات ومراكز ثقافية حول العالم. كما أنّه يقدّم أعماله بعروض موسيقية مشهدية ذات طابع جمالي احتفالي وثقافي يعتمد على العزف الحيّ والأداء المباشر لعدة فنون كالشعر والرقص التعبيري، اللوحات التشكيلية والنحت، الضوء وفن الفيديو والـcomputer animation بإخراج متآلف وموحّد.
عمل كلاسيكي معاصر
عن ألبومه الجديد يقول لـ«الجمهورية»: «symphonic colors» عمل سمفوني مؤلّف لأوركسترا سمفونية كبيرة يفوق عدد عازفيها الـ100، يُصنّف في إطار الموسيقى الكلاسيكية ولكن ليس بالمعنى الكلاسيكي القديم بل الكلاسيكية المعاصرة، ويتضمّن 10 أعمال سمفونية من تأليفي».
ومن الأعمال الموجودة في الألبوم «إفتتاحية حقوق الانسان»، التي كتبها د. أبو الحسن بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، وقُدّمت بالتعاون مع الأمم المتحدة وبمشاركة الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي في قصر الأونيسكو في بيروت عام 2013.
ويقول د. أبو الحسن: «يرتكز كلام هذا العمل السمفوني المُغنّى على شرعة حقوق الانسان، ولقد استعنتُ بنصوص بعض المفكّرين الذين كتبوا عن حقوق الانسان مثل غاندي ومارتن لوثر كينغ وجبران خليل جبران». ويشير إلى أنّ العمل الموسيقي «ترافَق مع مشهديات عبر الشاشة، تعبّر عن كلّ ما يحصل من انتهاك لحقوق الانسان في العالم».
وفي «قصيدة سمفونية» يستوحي أبو الحسن من وقائع وأحداث حصلت في لبنان خلال عام 1983، ويقول: «كنت في فيينا حين كتبت هذا العمل السمفوني الذي عبّرت فيه عن كلّ ما كان يحصل من أحداث مأساوية في لبنان حينها».
مزج الموسيقى الفولوكلورية والكلاسيكية
يتضمّن الألبوم أيضاً 4 رقصات عربية سمفونية (dance suite for symphony orchestra) تنطلق من ألحان فولوكلورية بسيطة: عالروزانا وبنت الشلبية ويا غزيّل، بالإضافة إلى أعمال لزكي ناصيف أعاد د. أبو الحسن كتابتها، وهو يعتبر أنّ «هذا الفولوكلور موجود في ذاكرتنا منذ زمن وأعدتُ تأليفه بأسلوب موسيقي سمفوني كلاسيكي».
ويتابع: «أعدتُ كتابة 3 أعمال لزكي ناصيف مع الحفاظ على روحية الألحان، فأنا أحب زكي ناصيف كثيراً وكنت أعرفه شخصياً وأعرف مدى إحساسه وتعلّقه بالأرض والطبيعة ولبنان والتراث»، مشيراً إلى أنّه «كان يتمنّى أن تقدَّم أعمال زكي ناصيف بطريقة سمفونية بهذا التعبير والعمق والبعد، فمن الصعب أن يعبّر الملحّن عن هذه الأحاسيس مع فرقة موسيقية صغيرة، وضخامة الأوركسترا وتنوّع الآلات وتمازجها وتناغمها يعطي الموسيقى أبعاداً أخرى، فحاولتُ أن أطوّر كثيراً في الألحان وأضيف أفكاري إليها مع الحفاظ على اللحن الأساسي كي أبقى مُخلصاً له». وبذلك يكون قد حوّلَ عملاً فولوكلورياً إلى عمل سمفوني ممكن أن يُعزف مثل كلّ الأعمال السمفونية في كلّ دول العالم.
وفي الألبوم أيضاً قصيدة سمفونية مغنّاة تتكلّم عن الحريّة باسم «الشحرور»، (the robin) لجبران خليل جبران.
رحلة إبداع
تطلّب هذا الألبوم 3 سنوات من العمل، وهو متوافر في جميع فروع Virgin Megastore وعبر عدد من المواقع الإلكترونية مثل amazon و itunes، كما أنه موزّع في عدد من دول العالم، خصوصاً في أوروبا وأميركا.
د. جمال أبو الحسن أستاذ في المعهد الوطني العالي للموسيقى الكونسرفتوار، ومؤسس ورئيس فرع مختبر الكمبيوتر الموسيقي في المعهد، وأستاذ في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، جامعة البلمند. كما درّس في الجامعة اللبنانية الدولية، الجامعة اللبنانية والدور العليا للمعلمين.
تخرّج من المعهد العالي للموسيقى ومعهد ليوناردو دافنشي في القاهرة سنة 1979، وأنهى دراسته العليا في التأليف الموسيقي في أكاديمية الموسيقى للفنون الدرامية في فيينا، كما نال شهادة في الموسيقى الالكترونية التجريبية وعلم السمعيات سنة 1986. ونال شهادة العلوم المتقدّمة في الموسيقى التصويرية للسينما والتلفزيون من جامعة جنوب كاليفورنيا usc عام 1988.
يتميز د. جمال أبو الحسن بدمجه الموسيقى الالكترونية بالموسيقى الكلاسيكية، ويعلن أنه «سيشارك في تموز المقبل في مهرجانات دوما-البترون، ويحضّر لهذا الحفل عملاً موسيقياً مشهدياً تحت عنوان «الفصول الأربعة» (4 seasons) وهو مزيج بين الآلات الشرقية والغربية الكلاسيكية والإلكترونية بمشاركة كورال الفيحاء ومجموعة راقصين تعبيريين، بالإضافة إلى 8 عازفين مختارين من أهم العازفين من لبنان والخارج».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق