شكل جديد للصراع بين الأجيال فرضته التقنية الحديثة، بين جيل يبحث عن المعلومة في أي مكان وجيل يخشى ما يجهله، وليس الرفض والرقابة هي الحل ولكن زيادة مساحة الحوار ومحاولة الكبار الاقتراب من ذلك المجهول.
أبناء يشكون أن لا أحد يسمعنا ويفهمنا ولا يفرد مساحة كافية من الوقت ليصغي إلينا، وآباء يتهمون أبناءهم بالسطحية والرفض المطلق لآراء الكبار من دون الاهتمام بخبراتهم. صراع تقليدي منذ القدم خلق فجوة تفاهم بين الأجيال ومع انتشار التقنيات الحديثة ودخول الشباب عالم الإنترنت والهواتف المحمولة التي أسقطت كل الحواجز أصبح الأمر أكثر تعقيداً، فهل ساهمت تلك التقنيات في اتساع الفجوة بين الأجيال!
استبدل الأبناء آباءهم بالإنترنت كمصدر للمعلومات وفقدوا معه الترابط الأسري والتصقوا بالحوار مع غرباء في الفضاء الواسع، بينما يحذر علماء النفس من انتقال الجزء الأكبر من أنواع الحوار والمحادثات إلى شبكات الإنترنت والهواتف النقالة والألعاب الإلكترونية. هذا الأمر فتح الباب أمام أنماط من التواصل الافتراضي بين أفراد الأسرة الواحدة مما ساهم في توسيع الفجوة والصراع بين جيلي الآباء والأبناء.
أفرزت التحولات التكنولوجية وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلات جديدة للعلاقات على صعيد الأسرة أدت إلى تعزيز العزلة والتنافر بين أفرادها، فالأسرة تربطها علاقات منظمة تضمن سلامة هذه الأسرة وتماسك نسيجها الاجتماعي وتؤمن مقومات العائلة.
أكد الكثير من المغردين أن قدرة الأجيال الأكبر سنا على التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت والوسائط الحديثة للاتصال أقل بكثير من أبنائهم والأجيال الحديثة، وبالتالي هذا الأمر جعل كثيرا من الآباء بعيدين كل البعد عن أي جديد يطرأ على هذه الساحة، مما يؤدي الى زيادة الفجوة، والغربة والاختلاف الثقافي.
كما أكد مغردو "تويتر" على أن غياب الأب والأم وانشغالهم بأعمالهم الخاصة، بالإضافة الى جلب العمالة للمنزل، جعل هذا الطفل أو الشاب يلجأ الى مصادر تفاعلية جديدة، توجد في الشبكة العنكبوتية وبالأخص في مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول أحد المغردين "والديّ لا يضعون بيني وبينهما حلقات تواصل ونقاشات، لكن الانترنت يسهل عليّ كثيرا بحيث أصبح أكثر معرفية".
الإيجابية والسلبية
تحدث المغردون عن أن ثمة أمراضاً نفسية شديدة الخطورة سيتعرض لها الجيل القادم نتيجة للعزلة النفسية، في حين رأى أحد المشاركين أنه لا يمكن أن يعيش بمعزل عن التكنولوجيا في العالم بشكل عام ولا يمكن أن نعزل أنفسنا عنها، فالتكنولوجيا متقدمة ومستمرة سواء شئنا أم أبينا، وضرورة أن نعي الجوانب الإيجابية في هذه التكنولوجيا، لأنه ـ كأي شيء آخرـ هناك جوانب إيجابية وهناك جوانب سلبية، فلا بد أن نعي الجوانب الإيجابية وندرك جيداً قبل أن تقحم نفسها علينا، فالبعض يصفها بالمقتحم التي أقحمت نفسها في بيوتنا وعلى النشء بصورة كبيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق