المنح الدراسية أمله الوحيد للالتحاق بالجامعات
حياة الشباب الأمريكي مغامرات ومضاربات وجينز وعلم
المصدر : (إعداد: محمد فتحي)-
يتسم الشباب الأمريكي بالبساطة، معتمداً على التخطيط السليم لمستقبله، فعلى الرغم من نشأته بأكبر وأغنى دولة بالعالم، إلا إنه يواجه الكثير من التحديات والعقبات في حياته، ككفاحه في الحصول على منحة دراسية يتمكن خلالها من الالتحاق بالجامعة، أو عمله بمهن بسيطة من أجل كسب رزقه، وفي الوقت نفسه يتميز بحبه للمغامرة والجنون وارتداء الجينز البسيط، بجانب محاولاته المحفوفة بالمخاطر في تحقيق الثراء السريع من خلال المضاربات في البورصة وخلافه، مع حفاظه في الوقت نفسه على هدف التعلم والمعرفة .
لذا يتخذ الشباب الأمريكي من العلم والعمل الجاد، وسيلة للتقدم والرقي وضمان التفوق الدائم في المجالات المختلفة، وقاد بلاده لتكون رائدة في البحث العلمي والاقتصاد والفنون والإعلام، وكذلك القدرات العسكرية، لذا يحرص الشباب الأمريكي على التعليم منذ الصغر، إذ تولي الحكومة الأمريكية الاهتمام بالتعليم باعتباره الركيزة الأساسية التي تقوم عليها النهضة في البلاد، ويعد التعليم حتى المدارس الثانوية إجبارياً، إذ إن أغلبية الشباب يحصلون على الشهادة الثانوية بالمدارس العليا المنتشرة بغزارة داخل الولايات المتحدة وتتعدد أنواعها ما بين حكومية وخاصة، ويبدأون الدراسة بها في سن ال14 وتنتهي في ال،18 ويدرسون خلالها العلوم والفنون والآداب كافة، ويستمتعون بمختلف أنواع الأنشطة والمعسكرات وورش العمل وغيرها، ويعتبر التعليم الثانوي عصب الاقتصاد الأمريكي، وعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة أكبر وأعرق جامعات العالم وآلاف من المعاهد والجامعات المصنفة دولياً، إلا أن قلة من الشباب الأمريكي هم الذين يتمكنون من الالتحاق بها، إذ تعد الدراسة في الجامعات الأمريكية حلماً للكثيرين ولكن يصعب تحقيقه . ويعاني الشباب الأمريكي صرامة الاختبارات المؤهلة لتلك الجامعات، والتي تعتمد على أكثر المعايير الدولية صرامة في اختياراتها، والتي لا تتوافر بالطبع في كثير من الشباب، وتحرص كبرى الجامعات على انتقاء أمهر وانبغ العناصر ليس في الولايات المتحدة فقط ولكن من دول العالم كافة . وإن توافرت عناصر النبوغ والتميز، يصبح هناك العقبة الكبرى أمام الشباب، تتمثل في توفير التكاليف الباهظة التي تتطلبها الدراسة، التي تصل لعشرات الآلاف من الدولارات، وفي الوقت نفسه لا يمثل امتلاك الأموال ضماناً للالتحاق بالدراسة، إذ تتطلب أيضاً اجتياز اختبارات معينة، ويتوافد الطلاب الأمريكيون كل عام على الجامعات لإجراء الاختبارات لينتظر كل منهم خطاباً يفيد بقبوله للدراسة أو برفضه، ولكن الجامعات في الوقت نفسه لا تضع العراقيل أمام أكثر المواهب نبوغاً بين الشباب الأمريكي الراغب في التعلم، حيث تقدم سنوياً الكثير من المنح الدراسية من دون مقابل، التي تعد بصيص الأمل الوحيد للشباب الأمريكي النابغ الذي يريد إكمال دراسته الجامعية، ولكن أيضاً بشروط بالغة الصرامة تعتمد في المقام الأول على التفوق العلمي، إذ يشترط أحياناً في الطلاب المتقدمين للحصول على المنح الدراسية حصولهم على ترتيبات متقدمة على مستوى الولايات والمدن الأمريكية، كذلك الإنجازات الرياضية والفنية أو أية أنشطة تمت بصلة إلى مجال الجامعة المراد الالتحاق بها .
ويتنوع الشباب الأمريكي في دراسة جميع التخصصات العلمية داخل الجامعات الأمريكية، وتعد جامعة هارفارد قمة طموحه، إذ تعتبر أقدم وأعرق الجامعات الأمريكية على الإطلاق، كما أنها تحتل التصنيف الأول في العالم بلا منازع، كذلك معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة يايل وغيرها، ويدرس نحو 5 .20 مليون طالب أمريكي، يمثلون 5% من تعداد السكان، في أكثر من 2700 كلية ومعهد عال، ونحو 1800 معهد متوسط، إذ تتيح تنوعاً هائلاً في مختلف المجالات، وتحرص أعداد كبيرة من الشباب الأمريكي بنوعيه، إلى دراسة جميع أنواع العلوم، كالكيمياء والفيزياء والهندسة والبيولوجيا والطب، وكذلك العلوم التربوية كالآداب والفنون والإعلام والموسيقا والقانون والفلسفة وغيرها . وعلى الرغم من تضاؤل أعداد الشباب الملتحق بالجامعات، بالمقارنة بتعداد السكان، إلا أنهم احتفظوا بالريادة في جودة ونوعية الأبحاث العلمية على مستوى العالم لعقود .
وعلى الرغم من مظاهر الترف والرفاهية التي تبدو على الشباب الأمريكي من خلال وسائل الإعلام، إلا أنهم يواجهون الكثير من الصعوبات، ويكافحون للوصول إلي غايتهم، إذ يضطر أغلبهم في الالتحاق ببعض الأعمال البسيطة في أثناء دراستهم، لتعينهم على كسب القليل من المال لتسديد نفقات الدراسة بالمدارس والجامعات باهظة الكلفة، أو لمساعدتهم على المعيشة وأسرهم، فلا مانع لدى شباب نابغ يدرس في أرقى الجامعات العالمية، أن يعمل كنادل أو عامل في مقهى لتوصيل الطلبات أو حتى مربياً للحيوانات، وينبع هذا الإصرار من إيمان الشباب الأمريكي بأن طريق الصعود يتطلب بذل الجهد والكفاح في سبيل تحقيق الأهداف، ويحظى الشباب الأمريكي الحاصل على الشهادات الثانوية والمتوسطة بالنصيب الأكبر في فرص العمل، ويشغلون 90 في المئة من الوظائف العامة في الهيئات والمصالح الحكومية والشركات الخاصة والمصانع، كعمال وموظفين ومشرفين، ويعتمد الاقتصاد الأمريكي على مهارات وإمكانات حملة المؤهلات الثانوية والمتوسطة لتوفير الأيدي العاملة والحرفيين لآلاف من المصانع التي تواكب التطور الصناعي الهائل الذي تشهده البلاد كل عام، كما تعتمد الولايات المتحدة على خريجي الجامعات والباحثين من الشباب الأمريكي في الاحتفاظ الدائم بالصدارة العالمية لتميزهم من بين شباب العالم في رغبتهم الحثيثة على الابتكار والتميز في جميع المجالات، وعادة ما تستعين الهيئات الحكومية بالتقارير العلمية والأبحاث الجامعية في كثير من الأمور، التي يمكن أن تمس الأمن القومي الأمريكي، لذا فمن السهل لأي شاب جامعي أن يلتحق للعمل بكبرى الهيئات والمؤسسات الوطنية والخاصة، كلٌ حسب اختصاصه، ومجالات العمل داخل الولايات المتحدة تتميز بالتكامل ما بين التخصصات، ويحرص الكثير من الشباب الأمريكي على الالتحاق بوكالة ناسا لعلوم الفضاء لتعدد الاختصاصات بها، ووزارة الطاقة الأمريكية ومعامل الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع البنتاغون، ومعامل الأبحاث النووية، كذلك كبرى شركات السيارات كجنرال موتورز وفورد وشيفورليه .
وفي مجال الإعلام يتهافت الشباب للحصول على وظيفة في كبرى الشبكات الإخبارية الأمريكية كCNN، ووكالة أنباء الأسوشيتد برس، ويتجه قطاع عريض منهم للعمل السينمائي، ويفضل آخرون استكمال الدراسات الأكاديمية، في ما يحرص العديد منهم إلى الجمع بين مهنة مرموقة وعمل الدراسات العليا للعمل كأساتذة في الجامعات، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي والرقمي الهائل للولايات المتحدة، إلا أن أعداد الخريجين الشباب في المعاهد والكليات التقنية لا يفي بالأعداد المطلوبة مع زيادة الاستثمارات في هذا القطاع، إذ يشكو الكثير من الطلاب من صعوبة المواد التقنية والرقمية، مما يجعلهم يعزفون عن دراستها، لذا اضطرت كبرى الشركات كميكروسوفت وجوجل وأي بي إم بتوجيه خبرائها لتدريس العلوم التقنية داخل المدارس الثانوية وعمل ورش عمل صيفية، كمساهمة منهم في غرس الرغبة لدى الشباب الأمريكي الصغير في الالتحاق بالكليات التقنية، بعد تخرجهم في المدارس الثانوية، كذلك انتقاء أفضل العناصر والمواهب الشابة للتدريب داخل مختبراتهم .
ومن المعروف أن الولايات المتحدة مجتمع مفتوح ومتنوع، مما يجعله أرضاً خصبة للشباب لإقامة الأعمال الخاصة، وذلك ليقينهم بأنها الفرصة الوحيدة لجني الأموال وتحقيق ثروات ضخمة، ويعد مارك زوكريبج الملياردير الشاب خريج جامعة هارفارد، ومؤسس موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، رمزاً لنجاح تلك التجربة التى بدأت صغيرة وبأقل التكاليف، حينما صمم تطبيقاً يتيح للدارسين بالجامعة مشاركة ملفاتهم وآرائهم من خلاله، كما تتعاون بعض المجموعات الشبابية في إنشاء مشروعات صغيرة مشتركة يسهم كل فرد فيها بمجهوده وفى مجال تخصصه، كالمطاعم الصغيرة وتكوين الفرق الموسيقية والخدمات التي تقدم للشركات والأفراد، وخطط التطوير التي يعرضونها على الحكومة والهيئات، فضلاً عن المشروعات التقنية والاختراعات التي تمثل نواة لمشروعات عملاقة . كذلك إصدار الجرائد والمجلات الصغيرة، وبث القنوات الشبابية، التي لا تتطلب إصدار تراخيص أو موافقات مسبقة، ويمكن أن تبث من غرفة صغيرة لتغطي أحياءً بأكملها، وبعيداً عن تأسيس الشركات والمشروعات وتوفير العمالة ورأس المال، يتجه الكثير من الشباب الأمريكي إلى بورصة سوق المال وول ستريت ليخوضوا تجاربهم المحفوفة بالمخاطر في شراء الأسهم والمضاربة بالبورصة، التي كثيراً ما تؤتي ثمارها وتحقق مكاسب بملايين الدولارات .
ويعتبر الشباب الأمريكي الرياضة، واجهتهم أمام العالم، لذا فهي جزء مهم من الثقافة الأمريكية، ويؤمنون بأنها تحقق التوازن الجسدي والعصبي والذهني الضروري لبناء شباب قوي، وتسهم المدارس والجامعات في انتشار الرياضة بأعداد كبيرة، وتتيح ممارستها ضمن أنشطتها، من خلال المعسكرات الرياضية وإطلاق الفعاليات، وتجدر الإشارة إلى انه تقام العديد من الدوريات الرياضية على مستوى الولايات في مختلف الألعاب بدءاً من المدارس الثانوية وحتى الجامعات، التي يصل مستوى الأداء فيها إلى الاحترافية، كما أمدت الجامعات الفرق والمنتخبات القومية بالعديد من الأبطال الرياضيين، فدوري كرة السلة الأمريكي NBA يعد امتداداً لدوري كرة السلة للجامعات، إذ يتضمن 90 في المئة من خريجي الجامعات السابقين، ويمارس كرة السلة أغلب الشباب السود لتمتعهم ببنية قوية وطول القامة، كما تعتبر اللعبة صاحبة الشعبية الثانية بين الشباب الأمريكي، كما أنشئت الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات خصيصاً لتنظيم وبث دوري لكرة السلة وكرة القدم الأمريكية، اللتين تحظيان بتشجيع ملايين الشباب داخل الدولة . كما تمارس لعبة هوكي الجليد بشكل كبير داخل صالات الجامعات الأمريكية، وتعد صاحبة الفضل في نمو شعبيتها بين أوساط الشباب، وتمارس الفتيات بجانب الشباب عروض الباليه والتزلج على الجليد خلال المنافسات الرياضية داخل الجامعة كل عام .
ويعشق الشباب الأمريكي لعبة البيسبول، أقدم لعبة أمريكية وصاحبة الجماهيرية الأوسع بينهم حتى منتصف الستينات، وعلى الرغم من تناقص جماهيريتها، مازال يعتبرها الكثير منهم الهواية الوطنية . وتعد كرة القدم الأمريكية، الأكثر شعبية بين الشباب الأمريكي، إذ تُمارس بشكل كبير في المدارس والجامعات (خاصة جامعة ألاباما)، والساحات الشعبية، وتعتمد اللعبة بشكل رئيس على الشباب، إذ يتطلب اللاعب فيها التمتع بجسد قوي وسرعة عدو كبيرة، وتعد بطولة السوبر باول أكبر حدث رياضي أمريكي يشارك خلاله الشباب والفتيات من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، من خلال العروض الهتافية وعزف المقطوعات الموسيقية لرفع الروح المعنوية للاعبين ولتسلية الجمهور .
وتعد الملاكمة، والمصارعة الحرة WWE، وسباق الخيل من أكثر الألعاب الفردية التي يهتم بها الكثير من الشباب، ولكن تم استبدال الأخيرة بسباق السيارات منذ مطلع التسعينات . كما يزيد إقبال الشباب على الألعاب الأوليمبية التي تشهد تفوقاً ملحوظاً للشباب الأمريكي على مستوى العالم، خاصة في الألعاب الفردية كالسباحة والعدو، والمصارعة الرومانية والجودو، والغطس والهوكي . وساهموا في تربع الولايات المتحدة على عرش الميداليات الأولمبية ب 2301 ميدالية بدورات الأولمبية الصيفية .
يسهم الشباب الأمريكي في تدعيم روابط الرياضة والمجتمع كل عام، من خلال التقليد السنوي العودة إلى الوطن، حيث يجتمع طلبة الجامعات والمدارس والمدن وسكان الولايات، في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر من كل عام، ليرحبوا بعودة السكان والخريجين القدامى من الجامعات والمدارس من الولاية نفسها، ويقدمون خلالها العديد من المباريات لكرة القدم وكرة السلة وهوكي الجليد وعروض للفرق الموسيقية والرياضية داخل المدارس والجامعات .
تمثل ثقافة الشباب الأمريكي أنموذجاً حياً لطغيان الثقافة الغربية على جميع ثقافات العالم، فالولايات المتحدة بلد مترامي الأطراف، وتعد قارة بحد ذاتها، تجمع آلاف الثقافات الممتزجة، والمتوائمة والمتنوعة، ويعد الشباب الأمريكي أكثر شباب العالم جنوناً، وينعكس ذلك بشدة في تصرفاته وحبه للمغامرة، في تسلق الجبال وأداء الأعمال الخطرة في المجتمع، وكذلك حبه للعنف والرعب والغموض، وكثيراً ما يسبب ذلك إزعاجاً لدى أجهزة الشرطة بسبب ما يخلفونه من فوضى في الأماكن المختلفة، وفي أثناء حفلاتهم الغريبة التي يقيمونها من دون مناسبة من وقت لآخر، وكثيراً ما يتردد الشباب الأمريكي على الملاهي الليلية للاستمتاع بالموسيقا الشبابية بكل أنواعها، مثل موسيقا الجاز التي تشتهر بها مدينة نيو أورلينز، وموسيقا الروك اند رول، والروك، والهيب هوب، وموسيقا الراب التي يتبارى بها الشباب بعضهم بعضاً في الاحتفالات العامة وحتى على أرصفة الطرقات، إذ تتطلب مهارة عالية في القدرة على الغناء على وتيرة واحدة وارتجال كلمات متناسقة ورشيقة، تتماشى مع نفس لحن موسيقا الراب، ولكن بشرط أن تكون منطقية، وفي سياق الموضوع الذي يتحدث فيه المتنافسان، والخاسر في تلك المنافسة، هو من يتلعثم ويفشل في مجاراة الأمور، لذا فتتطلب حضوراً ذهنياً شديداً وقدرة فائقة على الارتجال بمهارة، كذلك يبرزون مهاراتهم الفنية من خلال اشتراكهم في فرق التمثيل داخل المدارس الثانوية والمسارح الجامعية، التي يدخل تقييمها أحياناً في درجاتهم الدراسية بجانب عدد كبير من الأنشطة الطلابية .
كما يعشق الشباب الأمريكي أداء رقصة الليندي هوب الكلاسيكية، في أثناء الاستمتاع بموسيقا الراب، ومن شدة ولعهم بالموسيقا، يتخذ العديد من الشباب الأمريكي من العزف الارتجالي والغناء كنشاط ومهنة، ويكونون العديد من الفرق الموسيقية فيما بينهم، لإحياء بعض الحفلات التي يقيمها الشباب وكذلك في النوادي والملاهي الليلية الصغيرة، كما يرتاد الشباب الأمريكي السينما والمسرح في العطلات الأسبوعية، حيث يسجل شباك التذاكر الأمريكية أعلى الإيرادات العالمية، بسبب إقبال الشباب الكبير عليها، كما من المعروف حبهم لأفلام الأكشن والعنف والرعب ومناظر الدماء مما انعكس على بعض أعمالهم الجنونية في تقليد ممارسات أبطال تلك الأفلام، كما ينجذبون لمشاهدة أفلام الخيال العلمي وحروب النجوم، وكذلك أفلام الأبطال، كسلسلة أفلام الرجل الوطواط باتمان والرجل الخارق سوبر مان والرجل العنكبوت سبيدر مان، إضافة إلى أفلام الرقص، وغيرها من الأعمال التي يعشقها الشباب في مختلف أرجاء العالم، في ما يفضل قليل منهم الأفلام الرومانسية والاجتماعية وأفلام الرسوم المتحركة التي تجذب الكبار قبل الصغار . ويتجمع في كثير من الأحيان الشباب لقضاء الإجازات بعمل معسكرات، والتخييم داخل الغابات والاستمتاع بالطبيعة، وكذلك على الشواطئ وإقامة حفلات الشواء التي يتخللها الرقص والغناء .
ويعد الشباب الأمريكي من أكثر شباب العالم ولعاً بالموضة والأزياء والتقاليع الغريبة والمجنونة، وتقتصر الملابس الرسمية له خلال المناسبات الرسمية وفى أثناء العمل ومناسبات الزواج، ولكن في الأوقات العادية يصبح الجينز هو العلامة المميزة له، إذ تتنوع أشكاله وتصميماته كل عام، كما يشتهر الشباب بموضة القميص وقبعة البيسبول، إضافة إلى أزياء الكاوبوي وقبعات رعاة الأبقار التي يشتهر بها شباب ولاية تكساس والولايات الجنوبية .
الزواج العصري
يمثل الزواج لدى الشباب الأمريكي مرحلة مهمة في حياته، وعادة ما تكون في سن متأخرة، إذ يرتبط الشاب والفتاة بعد اقتناع تام، بعيداً عن تأثير الأهل والأصدقاء، ويكون في غاية البساطة، إذ يتفق الشاب والفتاة على تفاصيل الزواج في ما بينهما دون اللجوء للمشورة من الأهل أو الأصدقاء، لذا فزواج الشباب الأمريكي يتسم بالفردية وتحمل المسؤولية في اتخاذ هذا القرار، لذا يقتصر دور الأهل أحياناً على حضور حفل الزفاف، ويقول كثير من أساتذة الاجتماع: إن ذلك يعد احدى سلبيات المجتمع الأمريكي، الذي يزيد من فداحتها، ترك الشباب الأمريكي لمنزل العائلة والعيش وحيداً ليتخذ قراراته ويواجه مصيره وحده في سن صغيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق