القاهرة - ياسر سلطان
يجمع المصوّر الفوتوغرافي المصري فرغلي عبدالحفيظ في أعماله تاريخ المكان وماضيه وحاضره ومستقبله، من خلال تناوله الأماكن بمذاق خاص وذكريات تتحول، بفعل المعايشة الذاتية، إلى مفردات وعناصر بصرية يوظفها في لوحاته.
تناول الفنان في أعماله أماكن ومدناً عدة مثل القاهرة وفلورنسا وباريس ولندن وأسوان وإسطنبول، معتمداً على الخط والمساحة اللونية معاً، ويمزج بينهما لصنع حالة من الحركة على سطح اللوحة، وهو ما يبرع فيه خلال مشواره الفني الممتد منذ ستينات القرن العشرين، إذ أتقن رسم ملامح خاصة لتجربته الثرية والمفعمة بالألوان والبهجة.
تستضيف «قاعة الزمالك للفنون» في القاهرة معرضاً جماعياً شارك فيه الفنان فرغلي عبدالحفيظ مع ستة فنانين آخرين تحت عنوان «الإسكندرية 3000». والمشاركون، ياسمين الحاذق وآية الفلاح ونهى دياب وعادل مصطفى وياسمينا حيدر وكاريل حمصي، هم أعضاء جماعة فنية أسسها عبدالحفيظ تحت اسم «الحنين المستقبلي»، ويستقون أعمالهم المشاركة في هذا المعرض من فكرة واحدة تدور حولها الأعمال، وهي مستقبل مدينة الإسكندرية بعد عشرات السنوات.
يشارك كل فنان في المعرض برؤيته البصرية للإسكندرية، المدينة العريقة المليئة بالرموز التي اتضحت في أعمال الفنانين، إذ مثلت مجالاً بصرياً لهم وإلهاماً للمعالجات الفنية المختلفة باختلاف أساليبهم ورؤيتهم الفنية. ويضم المعرض أعمالاً تصويرية وتجارب بصرية لفنانين واعدين. وإضافة إلى التجاور المتباين والحضور اللافت لتلك التجارب التصويرية، تخللت مساحات العرض المخصصة لكل فنان قوائم خشبية بيضاء تحمل صوراً فوتوغرافية لوجوه شخصيات بارزة من أبناء المدينة مثل محمود سعيد وسيف وانلي وحامد عويس وشادي عبدالسلام وكفافيس، في احتفاء بصري برموز هذه المدينة العريقة.
وقد رمى المعض إلى تقديم عرض متكامل يجمع التصوير والتجهيز، ولكن بدا الأمر في الحقيقة كأننا أمام رغبة في إثبات الجدارة في التعامل مع الوسائط كلها، أو أنها محاولة للإمساك بالعصا من المنتصف لإرضاء كل الأذواق: التصوير لإرضاء أذواق فئة معينة، وأعمال التجهيز لدواعي الحداثة.
والمعرض أحد نشاطات جماعة «الحنين المستقبلي» التي نظمت أول معارضها عام 2015 في القاعة نفسها، وهي جماعة فنية تسعى إلى مد جسور التواصل مع المستقبل والأجيال القادمة، بدلاً من الاكتفاء بالحنين إلى الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق