اقرا المزيد :
في الإقتصاد السياسي للاسلام الحركي، - أصل التمكين، (1)
كتب المحامي المصري والاخ المسلم السابق “ثروت الخرباوي” قائلاً، “وقد كانت جماعة الاخوان اكبر خديعة تعرض لها الشعب المصري عبر تاريخه، ولكن الخديعة لا تدوم.”( الخرباوي، ثروت، سابق، ص 59)
أقرَّ مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا في كتابه “مذكرات الدعوة والداعية”، وكما اشار الخرباوي، بانه استلم مالاً من شركة قناة السويس، اي من البريطانيين، لاجل دعم مشروع بناء دار للجماعة ومدرسة، وذلك في مدينة الاسماعيلية. وقد احتج حسن البنا على قلة المبلغ المدفوع للجماعة، وهو 500 جنيهاً، حينما قارنه بمبلغ الـ 500 ألف جنيه الذي اعتمدته نفس الشركة لاجل بناء كنيسة، وفي نفس المدينة!. وهنا اود ان اقتطف مقطعاً، قد يبدو مطولاً، من كتاب “ثروت الخرباوي”، الذي كتب متسائلاً ومستفسراً فيه حول ما قال به حسن البنا عندما دعاه مدير شركة قناة السويس “البارون دي بنوا “، إذ قال البنا: “فوجئت بعد ذلك بدعوة ثانية إلى مكتبه، فذهبت إليه فرحب بي ثم ذكر لي أن الشركة إعتمدت مبلغ خمسمائة جنيه مصري للمشروع، فشكرت له ذلك، وافهمته ان هذا المبلغ قليلٌ جداً، ولم يكن منتظراً من الشركة تقديره لانها في الوقت الذي تبني فيه على نفقتها كنيسة نموذجية تكلفتها 500000 خمسماية الف جنيه اي نصف مليون جنيه تعطي المسجد خمسمائة جنيه فقط، فاقتنع بوجهة نظري واظهر مشاركتي فيها ولكنه اسف لان هذا هو القرار، ورجاني قبول المبلغ، على انه إذا استطاع ان يفعل بعد ذلك شيئاً فلن يتأخر…….
والذي يلفت النظر في هذه الفقرة التي رواها لنا حسن البنا، ان مبلغ التبرع كان قدره خمسمائة جنيه مصري، اي ما قيمته وقتها خمسمائة وخمسة جنيهات من الذهب، هل تعلمون كم يوازي هذا المبلغ الآن وفقاً لسعر الذهب؟ يساوي مليوناً ونصف مليون تقريباً! في الوقت ذاته فإن ما ذكره البنا عن قيمة تبرع الشركة لبناء كنيسة هو من الامور التي بثها في مذكراته حتى يُسيغ لنفسه ـ امام الناس في الحال والإستقبال ـ قبوله هذا التبرع من محتل وضع يده على البلاد قهراً، إلا انه وقع في مبالغة ممجوجة حينما ذكر ان الشركة تبرعت لكنيسة بنصف مليون جنيه، وهو مبلغٌ تُبْنى به وقتها مدن كاملة، ويبدو انه عقد هذه المقارنة ليهون بها من قيمة المبلغ الذي تلقاه وقلة اثره، حتى إنه ان احد المتبرعين تبرع للمسجد بخمسمائة جنيه ايضاً، وكأن هذا المبلغ كان متوافراً لدى عموم الناس يدفعونه لانه من فضل اموالهم! إذن ما الذي دعاه إلى ذكر قصة هذا التبرع “المشبوه”؟ لم يذكر البنا هذه القصة الا لانها كانت حديث الساعة في مدينة الاسماعلية، تحدث بها كل الناس، وحدث بين الاخوان بسببها شقاق ادى إلى انشقاق بعض الاخوة الذين انضموا للجماعة، فكان على البنا ان يكتبها ـ ما دامت قد اصبحت معروفة ـ بطريقة تبرئة، فكانت طريقة سرده تبدو وكأنه يدافع عن نفسه.
ولكن السؤال المهم هو: منْ الذي عرض التبرع؟ هل الشركة هي التي عرضته تلقاء نفسها حباً في فعل الخير؟! أم ان حسن البنا هو الذي طلب ذلك وقدمّ من اجل هذا رسماً هندسياًً شفعه بالطلب؟
الإجابة نلجأ فيها للمنطق والإستقراء، فاذا كانت الشركة هي التي بادرت بالتبرع دون ان يقدم لها البنا طلباً بذلك لكان عليه وفقاً للخلق القويم ان يقبل التبرع دون ان يعاتب المتبرع بقلة التبرع، ودون ان يعايره بأنه تبرع في موضع آخر بمبلغ اكبر، هذا امر لا يحدث ابداً في هذا الظرف الإنساني، ولكن المساومة التي حدثت لا تكون الا عندما يكون هناك عرض يتدارسه طرفان، يقول احدهما للاول سادفع لك مبلغاً قيمته كذا، فيقول الثاني للاول هذا مبلغ بخس لا يكفي للمطلوب الذي ساقدمه لك، وتنتهي المساومة بوعدٍ بدفع مبلغٍ آخر في المستقبل.” (الخرباوي، ثروت، سابق، ص 64-66) ( إنتهى الإقتطاف)
وهكذا لم نعد في حاجة “للغرباء” لإثبات النسب المشبوه بين الاسلام الحركي ودوائر المخابرات الغربية!.
واما فيما بعد، فقد اوكلت بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية امر رعاية الإسلام الحركي ودعمه للمملكة العربية السعودية. وذلك في غضون الصراع، عبر مراحله المكشوفة وغير المكشوفة، بين حركة الاسلام السياسي، من جهة، والقوى الوطنية وحركة الاستنارة في المنطقة، من جهة أخرى.
أقرَّ مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا في كتابه “مذكرات الدعوة والداعية”، وكما اشار الخرباوي، بانه استلم مالاً من شركة قناة السويس، اي من البريطانيين، لاجل دعم مشروع بناء دار للجماعة ومدرسة، وذلك في مدينة الاسماعيلية. وقد احتج حسن البنا على قلة المبلغ المدفوع للجماعة، وهو 500 جنيهاً، حينما قارنه بمبلغ الـ 500 ألف جنيه الذي اعتمدته نفس الشركة لاجل بناء كنيسة، وفي نفس المدينة!. وهنا اود ان اقتطف مقطعاً، قد يبدو مطولاً، من كتاب “ثروت الخرباوي”، الذي كتب متسائلاً ومستفسراً فيه حول ما قال به حسن البنا عندما دعاه مدير شركة قناة السويس “البارون دي بنوا “، إذ قال البنا: “فوجئت بعد ذلك بدعوة ثانية إلى مكتبه، فذهبت إليه فرحب بي ثم ذكر لي أن الشركة إعتمدت مبلغ خمسمائة جنيه مصري للمشروع، فشكرت له ذلك، وافهمته ان هذا المبلغ قليلٌ جداً، ولم يكن منتظراً من الشركة تقديره لانها في الوقت الذي تبني فيه على نفقتها كنيسة نموذجية تكلفتها 500000 خمسماية الف جنيه اي نصف مليون جنيه تعطي المسجد خمسمائة جنيه فقط، فاقتنع بوجهة نظري واظهر مشاركتي فيها ولكنه اسف لان هذا هو القرار، ورجاني قبول المبلغ، على انه إذا استطاع ان يفعل بعد ذلك شيئاً فلن يتأخر…….
والذي يلفت النظر في هذه الفقرة التي رواها لنا حسن البنا، ان مبلغ التبرع كان قدره خمسمائة جنيه مصري، اي ما قيمته وقتها خمسمائة وخمسة جنيهات من الذهب، هل تعلمون كم يوازي هذا المبلغ الآن وفقاً لسعر الذهب؟ يساوي مليوناً ونصف مليون تقريباً! في الوقت ذاته فإن ما ذكره البنا عن قيمة تبرع الشركة لبناء كنيسة هو من الامور التي بثها في مذكراته حتى يُسيغ لنفسه ـ امام الناس في الحال والإستقبال ـ قبوله هذا التبرع من محتل وضع يده على البلاد قهراً، إلا انه وقع في مبالغة ممجوجة حينما ذكر ان الشركة تبرعت لكنيسة بنصف مليون جنيه، وهو مبلغٌ تُبْنى به وقتها مدن كاملة، ويبدو انه عقد هذه المقارنة ليهون بها من قيمة المبلغ الذي تلقاه وقلة اثره، حتى إنه ان احد المتبرعين تبرع للمسجد بخمسمائة جنيه ايضاً، وكأن هذا المبلغ كان متوافراً لدى عموم الناس يدفعونه لانه من فضل اموالهم! إذن ما الذي دعاه إلى ذكر قصة هذا التبرع “المشبوه”؟ لم يذكر البنا هذه القصة الا لانها كانت حديث الساعة في مدينة الاسماعلية، تحدث بها كل الناس، وحدث بين الاخوان بسببها شقاق ادى إلى انشقاق بعض الاخوة الذين انضموا للجماعة، فكان على البنا ان يكتبها ـ ما دامت قد اصبحت معروفة ـ بطريقة تبرئة، فكانت طريقة سرده تبدو وكأنه يدافع عن نفسه.
ولكن السؤال المهم هو: منْ الذي عرض التبرع؟ هل الشركة هي التي عرضته تلقاء نفسها حباً في فعل الخير؟! أم ان حسن البنا هو الذي طلب ذلك وقدمّ من اجل هذا رسماً هندسياًً شفعه بالطلب؟
الإجابة نلجأ فيها للمنطق والإستقراء، فاذا كانت الشركة هي التي بادرت بالتبرع دون ان يقدم لها البنا طلباً بذلك لكان عليه وفقاً للخلق القويم ان يقبل التبرع دون ان يعاتب المتبرع بقلة التبرع، ودون ان يعايره بأنه تبرع في موضع آخر بمبلغ اكبر، هذا امر لا يحدث ابداً في هذا الظرف الإنساني، ولكن المساومة التي حدثت لا تكون الا عندما يكون هناك عرض يتدارسه طرفان، يقول احدهما للاول سادفع لك مبلغاً قيمته كذا، فيقول الثاني للاول هذا مبلغ بخس لا يكفي للمطلوب الذي ساقدمه لك، وتنتهي المساومة بوعدٍ بدفع مبلغٍ آخر في المستقبل.” (الخرباوي، ثروت، سابق، ص 64-66) ( إنتهى الإقتطاف)
وهكذا لم نعد في حاجة “للغرباء” لإثبات النسب المشبوه بين الاسلام الحركي ودوائر المخابرات الغربية!.
واما فيما بعد، فقد اوكلت بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية امر رعاية الإسلام الحركي ودعمه للمملكة العربية السعودية. وذلك في غضون الصراع، عبر مراحله المكشوفة وغير المكشوفة، بين حركة الاسلام السياسي، من جهة، والقوى الوطنية وحركة الاستنارة في المنطقة، من جهة أخرى.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق