في ذكرى ميلاد أسطورة الضحك الجميل .. تعرف على المتألق عبدالمنعم إبراهيم

كتب - أحمد ماهر أبوالنصر:

يعد أشهر ممثلين الكوميديا الذي عرف بقفشاته الكوميدية في العديد من أفلامه خلال الزمن الجميل، وبالرغم من رحيله إلا أن هذه الإفيهات مازالت متوارثه من جيل لآخر وقد تميز عن أقرانه من الممثلين بذهنه الحاضر وبديهته السريعة غير المتوقعة حيث يفاجىء المشاهدين بسلاسل متواصلة من الضحك في كل لحظة من تحركاته دون تصنع أو ابتذال.

كان لعبدالمنعم إبراهيم تاريخًا حافلًا من الإفيهات والأفلام الشهيرة التى صنعت منه نجمًا كوميديًا خاصة الجمل التى كان يبرزها ليصنع بها العديد من الإفيهات التى لاينساها جمهوره فى الوطن العربى مثل "فيلم ''إشاعة حب'' وجملة ''أحبك أعبدك أموت في هواك''.، ''فتافيت السكر'' في فيلم ''سكر هانم''. "العلبة دي فيها إيه ......العلبة دي فيها فيل".

نشأته

ولد عبدالمنعم إبراهيم في 24ديسمبر عام 1924 محافظة بني سويف لعائلة تنتمي لقرية ميت بدر حلاوة التابعة لمحافظة الغربية، ثم حصل على دبلوم المدارس الثانوية ببولاق قبل إلتحاقه بالمعهد العالي للفنون المسرحية حتى ينال حظًا وفيرًا عندما قابل زكي طليمات الذي ضمة بعد ذلك إلى فرقته المسرحية التي أسسها لاحقًا وأطلق عليه "المسرح الحديث" لتبدأ من هنا رحلة كفاح لبطل عاش في الظل لسنوات عديدة قبل أن يدخل عالم النجومية كفنان كوميدي من طراز فريد.

بداية مشواره الفنى

في بداية رحلتة التي دامت لسنوات عديدة تقابل مع الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى، وقررا الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية برفقة 1500طالب آخرين، ونجحا سويًا ولكن لسوء حظة توفيت والدته قبل الاختبار النهائي حيث كان من المفترض أن يقوم باداء دور كوميدي ولكنه فشل في أداء الدور كما ينبغي؛ ولكن طليمات قد أعجبتة موهبته رغم عدم قدرته على أداء الدور بشكل مميز فأسند إليه مشهدًا تراجيديًا فتألق بشكل لافت للنظر وهذا ما دفع طليمات إلى إسناد أدوار تراجيدية له؛ ولكن سريعًا خرج إبراهيم من هذا الدور عندما قدم برفقة زملائه في المعهد مسرحية شعرية عن الجامعة العربية وقوبل بترحيب شديد حيث أضحكت الجمهور مما لفت نظر أساتذة المعهد له فانتقل للعام الثاني في المعهد دون أن يخضع للاختبار.

حبه للعمل المسرحي

تفرغ عبدالمنعم إبراهيم للعمل المسرحي بعد أن شارك في عدد من المسرحيات مع فرقة زكي طليمات حيث ترك العمل الحكومي، وتفرغ للمسرح لكن سرعان ما ترك فرقة طليمات لينضم إلى فرقة إسماعيل يس

بعد أن قدم مع طليمات عدد من المسرحيات ولعل أبرزها "مسمار جحا، وست البنات".

وبعد انضمامه لفرقة إسماعيل يس بدأ إبراهيم يرسم له مسارًا خاصًا به فتحول من أدوار التراجيديا إلى أدوار الكوميديا التي برع فيها ومن هنا كانت الانطلاقة القوية لعبدالمنعم إبراهيم في عالم الفن.

أبرز أعماله

شارك الفنان الراحل في العديد من الأعمال السينمائية التى كان من أبرزها دوره الرائع في فيلم "سكر هانم" حيث برع في تقديم دور الفتاة ليرسم البسمة علي شفاة كل من شاهد هذا العمل، كما اشترك أيضًا مع الفنان عمر الشريف في فيلم كوميدي آخر تحت عنون "إشاعة حب" حيث قدم شخصية محروس الشاب الذي يتمتع بخفة الظل وقدرته على تجسيد الأصوات النسائية.

اشتهر عبدالمنعم إبراهيم بالأدوار المساعدة حيث يظهر دائمًا صديق للبطل وظهر هذا واضحًا في العديد من الأعمال الفنية والتي من أشهرها "الزوجة 13 مع رشدي أباظة وشادية وكذلك الوسادة الخالية مع عبدالحليم حافظ ولبني عبدالعزيز.

لم يكتفي عبدالمنعم إبراهيم بالأدوار المساعدة فقط بل كانت له أعمال فنية قام ببطوتها لعل من أبرزها "سر طاقية الإخفاء" حيث جسد فيه شخصية عصور الذي عثر علي طاقية الإخفاء مصادفة في معمل والده ومن هنا تبدأ الأحداث الكوميدية في الفيلم عندما يقف أمام توقيق الدقن في مشهد كوميدي "العلبة دي فيها إيه.....العلبة دي فيها فيل"، ومن أبرز أعماله السينمائية ثلاثية نجيب محفوظ، إسماعيل يس في الأسطول، السفيرة عزيزة، بين السما والأرض، إشاعة حب، سر طاقية الإخفاء، سكر هانم والفرن"

أما في التلفزيون فقدم لنا الكثير من الأعمال المتميزة لعل من أبرزها "الشهد والدموع، رحلة السيد أبو العلا البشري، أولاد أدام وزينب والعرش.

مرض زوجته

عاني صاحب البسمة الغائبة الحاضرة في أذهان الجميع من أزمات عديدة لعل من أبرزها وفاة زوجته الأولى تاركة له ميراثًا ثقيلًا يتمثل في أربعة أطفال أصغرهم طفل عمرة عام واحد فقط، كما كان لضغف العائد المادي من التمثيل أثره في حياة الراحل إبراهيم حيث عانى مثله مثل بقية جيله من صعوبة المعيشة مما اضطره للقبول بأدوار غير لائقة.

رحيله

رحل عبدالمنعم إبراهيم، عن عالمنا في السابع عشر من نوفمبر 1987 ودفن في قرية ميت بدر حلاوة وقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م وفى عام 1986م حصل على درع المسرح القومى الذهبى.