ترتكز الدولة المدنة الحديثة على ثلاث دعائم رئيسية هي :
1 – العلمانية 2 – القومية او الوطنية 4 – الديمقراطية او حكم الشعب
اولا : العلمانية "secularism " :
العلمانية تعني فصل الدين عن شؤون ادارة الدولة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا وقانونيا ، فلا دخل للدين في شئون الحياة المختلفة، وهذه النظرة للدولة نشأت نتيجة رفض أوروبا لسيطرة الكنيسة واستبدادها في القرون الوسطى التي توصف بأنها كانت قرون تأخر وانحطاط، فكان لابد من إزالة سلطان الكنيسة، وعزله داخل جدرانها، وإطلاق العنان للعلم والعلماء المتطلعين إلى التقدم والرقي. لقد كانت الكنيسة عائقاً أمام تقدم البشرية فكان لابد من إقصائها، ولأوروبا عذرها في معاداة استبداد الكنيسة التي حولت حياة الناس إلى جحيم لا يطاق
ثانيا : القومية والوطنية "nationalism":
الدولة القومية او الوطنية هي نقيض الامبراطوريات ايا كانت اسمائها وعلى اي اساس قامت وخصوصا نقيض الدول الدينية، وتبني الدولة المدنية الحديثة معاملاتها الداخلية والخارجية وفق نظرة الاولوية القصوى في الاهمية للوطن ولأبناء الوطن، وتسعى لرفعة شأن هذا والوطن وأبنائه على غيرهم من الدول والامم. والقومية والوطنية ظهرت أيضاً كرد فعل لتسلط الباباوات والقياصرة على شعوب أوروبا، فجاءت الدعوة إلى القومية والوطنية رفضا للخضوع للسلطة الدينية للباباوات والسلطة السياسية للأباطرة، ليكون ولاء كل شعب لوطنه لا لغيره، وهذا ادى الى خلق حالة من التنافس والصراع بين الدول الوطنية القومية من أجل الارتقاء والتقدم والتطور في الحياة وتعزيز المكاسب ومقومات الرفاهية للمواطنين . (يذكر ان دعوة الاديان وخصوصا الإسلام دعوة عالمية، لا تنحصر في إقليم أو حدود أرضية أو جنس اي دعوة لاقامة دولة الامبر اطورية على اساس الدين فقط
ثالثا : الديمقراطية "democracy" :
تتبنى الدولة المدنية الحديثة النظام الديموقراطي في الحكم، ليكون الحكم بمقتضى مصالح كل شعب ورغباته، فالحق والصواب ما يحقق منافع الأمة الدنيوية، والخطأ والباطل ما كان لا يحقق مصالحها، وتقدير المنافع والمصالح تحدده رغبات الشعوب واحتياجاتها ، وما كان مرفوضاً بالأمس يقبل اليوم، وما يقبل اليوم قد يرفض غداً، فلا ثوابت ولا جمود ولا مقدسات ابد الدهر إلا المصلحة والمنفعة العامة للشعب . يقررها مجلس شعب "برلمان منتخب دوريا يمثل جميع اطياف ومكونات الشعب





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق