'أنا لست لي' .. رواية أولى لكاتبة بحرينية

. . ليست هناك تعليقات:




جليلة السيد تجعلنا نقر بأننا أمام كاتبة متحفزة على الدوام للتأمل والعمل، فدائمًا هناك جديد على طاولتها، تأمل أن يكون شيئا تترقبه ويترقبها.

هاجس الموت يتحول إلى دافع للكتابة


أصدرت الروائية البحرينية جليلة السيد مؤخراً عن دار الفراشة الكويتية روايتها الأولى "أنا لست لي"، والتي تأتي بعد عدة مشاريع ثقافية اشتغلت عليها السيد ضمن رؤيتها الإبداعية لمفهوم الكتابة.

السيد تجعلنا نقر بأننا أمام كاتبة متحفزة على الدوام للتأمل والعمل، فدائمًا هناك جديد على طاولتها، تأمل أن يكون شيئا تترقبه ويترقبها. فطالما هناك غد ثمّة جديدٌ ما، قد لا تكون تعرفه حتّى، أو تراه مُغيّبًا لكنه أمامها. فالكتابة بالنسبة إلى جليلة ليست مسألة وقتٍ على أيّ حال. فالعمل الروائي - حسب تعبيرها - لا يخضع لرقابة الزمن، فإن أرادَ عصفَ بعالمها حدّ أن لن تتمكن من كبت جِماحه بعيدًا عن الورق.

• الأمس واليوم

عن مناخات روايتها “أنا لست لي” تحدثنا ضيفتنا قائلة "كانت لرواية (أنا لستُ لي) مناخاتٌ عاصِفة، مُربكة، تستدعي التوتر والقلق، والاحتضار أحيانًا. لكن، وللحق، لو لم تكن مُشمسةً في بعض الأحيان لوقفتُ مليًّا أمام طقوسها المتقلّبة، فإما أن أسلّم نفسي لها أو أستسلم منها. هنا، كانت فصول التحدّي المُقلقة، لا سيما أن هاجس الموت الذي لازمني كظلّي طوال فترة الكتابة أضاف مناخًا كاملًا من الخوف، الخوف من أن يأتيني فأتركها مُعلّقةً في مكانٍ ما، من دينِها عليّ إن فارقتها قبل أن تفارقني، أو انتهيتُ قبلها. وكل هذه الطقوس لم تكن لتأتي، لو لم أوفّر لها جرحًا مُلهِمًا كالذي مددتهُ إياها، وفهمت أنّ (أنا لستُ لي) كانت وسيلتي الوحيدة للتصالح معه. فكان مناخًا مغذّى من عمق الوجع تمامًا".

الرواية تنتصر للحالة العروبية وتحاول بجدية أن تعالج بعض القضايا المصيرية من خلال صراع الأزمات النفسية لأبطالها.

ويذهب البعض إلى أن هنالك أيديولوجيات أعلنت هزيمتها من وقت مبكر بينما لا يزال بعض المؤدلجين العرب (من العروبيين والشيوعيين مثلاً) يحاولون بعث روحها الميتة في زمن يديره جيل ثقافي جديد لا يؤمن بهذه الأيديولوجيا.

وتعتقد جليلة السيد أنّ ما مِن سمةٍ بارزة لإدارة كافة المؤسسات الثقافية - في كلّ جيل - على حدٍ سواء، وبالتالي لا يمكن تعميم الاعتقاد بموت روح القومية العربية أو حتى فكرة جهل جيلنا الثقافي الحالي بإرث ما مضى. وهذا لا يعني إنكار وجود نهضة سرديّة حداثية ابتعدت نوعًا ما عن مدارس الأجداد والموروث السردي القديم، إلا إنّه وفي كل الأحوال لا تجد الكاتبة والياً ومديراً ومسيطراً على الرواية إلا مؤلفها.

رواية "أنا لست لي" احتاجت من جليلة السيد بحثا ميدانياً طويلاً وحفراً في السجلات والتاريخ، حيث الانتقال الزمني من الحاضر إلى الماضي والعكس.

المشهد الثقافي في البحرين ينحاز بقوة إلى الشعر، ومن ثم القصة القصيرة، لتأتي الرواية جنسا أدبيا في مرتبة متأخرة.

وعن اختيارها لهذه المنطقة الروائية بالتحديد تقول روائيتنا: "أثناء كتابتي للرواية، فهمتُ أن ليس للكاتب سلطته المطلقة التي يدّعي. تحديدًا، أنا لم أختر أن تتداخل الأزمنة وتتشكل معًا كتكوينٍ مُتكامل لن يفلح أحدها دونَ الآخر".

وتتابع السيد "احتجتُ الأمس حتّى أكتبَ بطلي اليوم، وربّما احتجتُ أن أعرف إلى أين يتوجّه لأفهمَ أين كان. وبحثي المطوّل في السجلّات والتاريخ ما كان إلّا مُجاراةً لصراعٍ لستُ أقوده. بل كنتُ أذهب معه أين يضعني، سواء كنتُ أثقب قلبي وأنا أحفر عميقًا في مناطقَ مُلغمةً وشائكة، أو كنتُ عرّافةً لحبيبين جاءاني من رحمِ اليأس. ما أريد قوله هو، أنا لم أختر، حقيقةً… أنا لم أكن لي".

• المشهد البحريني

شغلت جليلة السيد مناصب عديدة في وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ولها دراسات وبحوث في مجال عملها التخصصي، وقادت الكثير من الدورات والورش والعديد من أوراق العمل على الصعيد المحلي والخليجي والعربي، كما أنها عضو في العديد من اللجان الوطنية والخليجية كناشطة ثقافية وكاتبة أدبية، وربما هذا ما ينبئنا بغنى عملها الروائي الأول الذي يرى النور.

كما شاركت كاتبتنا في أعمال ومبادرات كثيرة في مجال العلوم والثقافة والآداب، منها مبادرة المتكأ الثقافي للإصدارات الأدبية التي دشّنت عام 2008. وترى السيد أن "المتكأ وصل إلى الحد الذي نفتخر به ويفتخر بنا كلّ منصفٍ عاصرها، أو لمسها عن قرب، منذُ عام 2008 حين دشّن المتكأ الثقافي مشروعه الأكبر على مستوى المؤسسات الثقافية الأهليّة المحليّة بل الخليجية، إصداره الشعري ‘بأيّ ذنبٍ قُتِلَت’ للشاعرة زهراء المتغوي حتى تبعها بشكل متسلسل كمٌّ جميل من إصدارات مُتميّزة أخرى في مجالات الأدب المتنوعة من مجموعاتٍ قصصية ودواوين شعرية، كـ ’أبيض أحيانًا’، و’ولد’، و’طقوس أثينية’، و’وجع أبيض’، و’يوم واحد من العزلة’، و’ظل’.. وحتى اليوم، ما زال الكادر المُجد يواصل عطاءاته التي عهِدها المُتكأ وإن كانت تحت مسميات أخرى. وما زالت الطاقات الشبابية والإبداعية التي تبنّاها المتكأ الثقافي في حينٍ ما، تُكمل الدرب الذي تنبّأه لها".

وفي إطار رأيها حول اتهام بعض النقاد للروائيات العربيات بالاهتمام بالجانب العاطفي وإغفال القضايا الكونية والوطنية المصيرية تقول جليلة السيد: "من المُهين أن نحصر دور الروائيات العربيات في إطارٍ واحد وكأنّهن لم يبرعنَ في غيره، وإن لم يكن هذا الجنوح منقصةً لإنتاجهن. رغم قناعتي التامة بأنّ كثافة الإصدارات ذات الطابع السردي الرومانسي ليست تهمة لتُلصق على جبين جنسٍ دونَ آخر، لا سيما أنّ الروايات في إطارها العاطفي أو سِواه، تتحدث باسم كاتبها، العكسُ لن يحدث".

وتؤكد "أنها لا تشك أبداً في أن النتاج الروائي البحريني في السنوات الأخيرة شهد حضورًا - وإن بدا خجولًا - مقارنة بأشقائه في الخليج والعالم العربي.

وتقول "على الرغم من وجود إرثٍ روائيٍ ممتدٍ منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أنني أعتقد وبحسب مفاهيم الحداثة في مكونات السرد الروائي أنّ التجربة البحرينية ما زالت غضّة الغصن، بطيئة النموّ وتحتاج إلى الكثير من النضج، ببيئةٍ أمثل ومحميّات رعايةٍ أجدى، ما زالت بحاجة إلى جهودٍ ذاتيةٍ فرديةٍ من الكتاب أنفسهم وجهودٍ معززةٍ لها من المجتمع المؤسساتي الأدبي والثقافي المحلي ممن يؤمن برسالتها ويثق بجهودها، لمواكبة نهضة إصدارات الوطن العربي، وبما يتفق مع تطلعات المجتمع الثقافي العربي، وهذا لا يعني خلوّ الساحة من نضج التجربة واكتمال نشأتها عند بعض الكتاب أمثال أمين صالح، محمد عبدالملك، حسين المحروس، فريد رمضان، أحمد المؤذن، عبدالعزيز الموسوي، وغيرهم من الكتاب المبدعين".

إلا أنّ الكاتبة البحرينية ترى أن المراقب للساحة الأدبية البحرينية يقرّ بأن المشهد الثقافي في البحرين ينحاز بقوة إلى الشعر، ومن ثم القصة القصيرة لتأتي الرواية جنسًا أدبيّا في مرتبة متأخرة، وهذا لا يعني، في رأي السيد، أن البحرين التي أنتجت قامة شعرية بحجم قاسم حداد تعجز عن أن تأتي بروائي بحريني جدير بالمنافسة عربيّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في موضوعات الوكالة

برنامج ضروري لضبط الموقع

صفحة المقالات لابرز الكتاب

شبكة الدانة نيوز الرئيسية

اخر اخبار الدانة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة
تعرف على 12 نوع من الاعشاب توفر لك حياة صحية جميلة سعيدة

روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية

روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية
روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية

احصائية انتشار كورونا حول العالم لحظة بلحظة

احصائية انتشار كورونا حول العالم لحظة بلحظة
بالتفصيل لكل دول العالم - احصائيات انتشار كورونا لحظة بلحظة

مدينة اللد الفلسطينيةى - تاريخ وحاضر مشرف

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلن معنا



تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

جريدة الارادة


أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الارشيف

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

خدمات نيو سيرفيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اعلن معنا

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

سلايدر الصور الرئيسي

المقالات الشائعة